[size=18][size=12]خاطرة
صهيل رحيلها
بعثر صهيل رحيلها ندائي ،وانصفق حنيني على جدار الصمت الذي يحيط بها ،تناثرت حروفي المنهكة و ها هي تئن و تحتضر ...على الباب ضاعت أبجدية، كانت تصنع الدهشة من الحلم ،ملهوف أقف على العرصة، أستعطف بالوهن رتاج قلبها ،وسوط جفائها كالبرق ، دون رحمة يجلدني ، أكظم الأنين حتى لا تسمعه، و ينقظ ألمي مضجعها ،أسقي بأحر العبرات عبثا،فسائل أمل يحتضر....يا زمنا كان للحرف نشوته ، تسقيني به كؤوس الرضى، و بسحر البيان كانت تمزجه ،و من منبع النثر أقداحا ،تضاهي سلسبيل الريق المعسل، عتيقة كانت أبياتها ، ينتشي بها الجلمود و ذو رقة ، و لما امتطينا الهيام أطرقت عن العزف مرغمة ، وانتحر الهديل في ساحتها ...ارتدى القلب لباس التأبين ، وانحنى لجثمان حب يحتضر ، يا ويح قلبي أين أدفنه ، و القبور في الذات متزاحمة ، ما ترك الدهر في النفس رحبة ، الا وابتسم الرمس سخرية ، لأمل يراه يبتسم ، هذه آثار رماح بلغت مكنونات كانت آمنة ، وهذه اكتواءات تزين الحزن بها ، و هذا جسدي النحيل تجره الى اللحد مهجته ،أتعبه البعد و هجر الحبيبة أرهقه ، و قهره الهوان و ادبار أحبته ، تشيعه زفرات خيبته ، والظنون تكظم سخرية ابتسامتها ... أيها العابر بساحتنا اذا أدركت من رحلوا بلغهم منا أزكى تحية ، وقل لفاتنتي التي أقسمت ، ان الله أبر القسم ، وابتلانا من بعدها بصقيع من الحزن ، و أن وصيتها في النفس نصونها ، خلف الجروح المثخنة ، نصطنع الرضى في خضرتها ، ولما تنظر الينا بالرغم نبتسم...
مختار سعيدي
س م س 02.05.2011
[/size][/size]